يرى الأستاذ عبد الله أصلان أن استبدال أشجار الصنوبر بأنواع أكثر مقاومة للحرائق هو خطوة ضرورية لحماية الغابات في تركيا، فمثل هذا التغيير يعزز البيئة ويقلل من مخاطر الحرائق المتكررة مستقبلاً.

كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:

استمرت حرائق الغابات في تركيا يوم أمس في إحداث دمار كبير، مخلفة خسائر في الأرواح والممتلكات، حيث فقد المواطن إبراهيم دمير حياته أثناء مشاركته في جهود الإطفاء بمدينة إزمير، بعد أن جرفته ألسنة اللهب عقب تغير اتجاه الرياح، إبراهيم كان جزءًا من فريق مكافحة الحرائق القادم من قونية، وترك وراءه زوجة وأطفالاً في حالة من الحزن والأسى، كما أصيب زميله راغب شاهين بحروق من الدرجة الثانية ولا يزال يتلقى العلاج.

على الصعيد الوطني، تم تسجيل 264 حريقًا حتى الآن، وتستمر جهود فرق الإطفاء والمتطوعين ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة النيران والحد من أضرارها، حيث لا تزال عمليات التبريد جارية في العديد من المناطق.

تعد الأسباب الكامنة وراء اندلاع الحرائق متعددة، إلا أن الإهمال البشري يبقى العامل الرئيسي، فحتى رمي أعقاب السجائر من المركبات أثناء الحركة يُعد إهمالاً خطيرًا ومسببًا رئيسًا لحرائق الغابات، خاصة في ظل الجفاف وانتشار المواد القابلة للاشتعال في الغطاء النباتي.

وقد أثارت حرائق الصنوبر تساؤلات كبيرة حول مدى ملاءمة هذه الأشجار للزراعة في المناطق المعرضة للحرائق، فالصنوبر يمتاز بجذوعه وأوراقه الإبرية المحتوية على الراتنج القابل للاشتعال، مما يؤدي إلى سرعة انتشار النيران، إضافة إلى ذلك فإن مخاريط الصنوبر (خصوصًا الصنوبر الأحمر) تنفجر وتنتشر بعيدًا أثناء الحرائق، مسببة اندلاع حرائق جديدة في مناطق متعددة.

لذلك يطرح خبراء البيئة والزراعة ضرورة بدء نقاش جدي حول استبدال أشجار الصنوبر بأنواع أكثر مقاومة للحرائق، تعزز التنوع البيولوجي وتحسن صحة النظام البيئي، من بين هذه الأنواع:

• أشجار البلوط (مثل البلوط المشعر والمازي) التي تشتعل ببطء وتتمتع بقدرة عالية على التعافي بعد الحرائق.
• الزيزفون والفرّاصيا، وهما من الأشجار عريضة الأوراق المقاومة للنيران.
• الزيتون، الذي يتحمل الجفاف ويشتعل ببطء، ومناسب للمناطق الساحلية في إيجة والبحر المتوسط.
• أنواع الماكي مثل الغار والخروب والند، التي تتحمل الظروف الصعبة وتقاوم الحرائق.

إذا تم تبني استراتيجية زراعة شاملة ومتنوعة لهذه الأنواع، يمكن تقليل خطر انتشار حرائق الغابات بشكل كبير، مع الحفاظ على التنوع البيئي وتوفير حماية أفضل للغابات.

ويشدد الخبراء على أن هذا الموضوع يجب أن يُدرس علميًا بعناية، مع مراعاة الخصائص المناخية والجغرافية لكل منطقة، حتى يتم اتخاذ قرارات مناسبة في اختيار أنواع الأشجار التي تُزرع.

إن تبني هذا النهج سيكون خطوة مهمة وثابتة نحو حماية الموارد الطبيعية، والحد من الكوارث البيئية التي تؤثر على حياة الإنسان والطبيعة على حد سواء.

في الختام، نرفع الدعاء بالرحمة للضحايا ونسأل الله السلامة لفرق الإطفاء والمتطوعين الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل حماية الوطن. (İLKHA)