شارك الرئيس رجب طيب أردوغان في برنامج افتتاح أسبوع المولد النبوي، وأعرب عن استنكاره لهجمات الاحتلال الصهيوني على غزة، قائلاً: "لا يمكننا البقاء صامتين أمام مجازر نتنياهو المجرم".

شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في برنامج افتتاح أسبوع المولد النبوي الذي أقيم في مركز بيشتيبي للمؤتمرات والثقافة.

وجاءت أبرز تصريحات الرئيس أردوغان كما يلي:

"أحييكم بأخلص مشاعري. أشعر بسعادة كبيرة لوجودي معكم في ذكرى مولد نبينا الكريم الذي أشرقت البشرية بأفقه كشمس. أهلاً بكم جميعاً في مجمع الرئاسة في هذا المكان المبارك.

كمسلمين، نشعر بالفرح لوصولنا إلى ذكرى ميلاد من أضاء الأرض كالمصباح. أسأل الله أن يجلب ليلة المولد الخير لبلدنا وللبشرية جمعاء.

وأود أن أؤكد أن نبينا كان قدوة في كل لحظة من حياته. لا شك أن رسول الله هو المرشد في رحلة الإنسان لاكتشاف ذاته ومعرفة حياته، وهو مثال لنا جميعاً في الحياة الأسرية. وقد أعلنا هذا العام عاماً للأسرة.

نبينا هو أيضاً محبوبنا وسيدنا وأعزنا. حب النبي متجذر في قلوب أمتنا العزيزة كشجرة عظيمة، وأذرع هذه الشجرة تمتد من آسيا إلى أفريقيا لتشمل العالم كله. لهذا السبب نحمل جميع المسلمين حول العالم محبة عميقة له.

لذلك نحن الآن مع فلسطين، ومع غزة. ولن نقف صامتين أمام مجازر هذا الكافر المسمى نتنياهو.

إذا كان نصف قلبنا هنا، فإن النصف الآخر مع جروح العالم الإسلامي في غزة وفلسطين واليمن والسودان. هذه الليلة لن ننسى المظلومين، وسنرفع أيدينا إلى السماء بالدعاء لهم. وسنلجأ إلى رب العالمين ليعم السلام في منطقتنا وعالمنا.

كمسلمين، نؤمن تمام الإيمان بأن كل صعوبة تأتي معها يسر، ونعلم جيداً أن المعاناة التي نعيشها اليوم لها وقت مقرر لها. لسنا واليأس ولن نكون. رغم الظلم والقهر في منطقتنا، لن نستسلم أبداً".

لقد فتحت جميع الطرق والمبادئ التي ستجعل المظلومين يبتسمون وتفتح نافذة أمل جديدة للبشرية في دعوة نبينا. لا حاجة للبحث عن الإلهام في مكان آخر.

لقد بدأ نبينا عصراً جديداً للبشرية بتوجيهاته التي تجاوزت الزمن في فترة مظلمة كانت تُدفن فيها البنات أحياءً. وأؤمن أنه في وقتنا هذا، حيث وصل العنف ضد المرأة والطفل إلى مستوى مقلق، هناك حاجة أكبر لتعلم حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

آمل أن تزيد الأنشطة التي ستُقام طوال الأسبوع من الوعي حول الأسرة. أسأل الله أن يرضى عن جميع مؤسساتنا وهيئاتنا التي تحملت المسؤولية.

وأتمنى أن يكون ورشة العمل التي ستُعقد غداً تحت تنسيق رئاسة الشؤون الدينية حول التهديدات التي تواجه الأسرة وحلولها سبباً للخير. وأود أن أختم حديثي بأبيات الشاعر العظيم عاكف:

"يا رب، احشرنا يوم القيامة بهذا الاعتراف. واجعلنا من الذين يجتمعون في الآخرة تحت راية نبينا، وينالون شفاعة حبيبه".

بهذه الأفكار، أهنئكم مرة أخرى بليلة المولد النبوي وأسبوع المولد النبوي. وأسأل الله أن تكون هذه الأيام المباركة بشارة لبداية عهد جديد تُفتح فيه أبواب الرحمة والخلاص لبلدنا وأمتنا ولجميع البشر.