أطلق معلمون وأكاديميون إسبان حملة احتجاجية سلمية شاملة في مختلف أنحاء البلاد، دعمًا للشعب الفلسطيني، وتنديدًا بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة.

أطلق معلمون إسبان احتجاجًا ضد الاحتلال الصهيوني المُجرم قبل بدء العام الدراسي الجديد، حيث سيطرت حركة "ماريا فلسطين"، التي تأسست لدعم فلسطين، سلميًا عدة مبانٍ في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في العاصمة مدريد.

وتجمع عشرات المعلمين والأساتذة الجامعيين داخل قاعة رئيسية في مبنى كلية الفنون الجميلة، حاملين الأعلام الفلسطينية ورافعين لافتة كتب عليها: "فلسطين حرة: التعليم ضد الإبادة الجماعية".

وأكد منظمو الحملة أن الهدف من هذه الخطوة هو الدعوة لوقف العدوان على غزة، وحث الحكومة الإسبانية على اتخاذ إجراءات عاجلة، أبرزها وقف بيع الأسلحة للاحتلال الصهيوني وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها، من خلال إصدار مرسوم حكومي رسمي.

وقال "فرناندو مازو" أحد المتحدثين باسم الحركة ومدرّس في مدريد: "كل من يمتلك ذرة من إنسانية يجب أن يتحرك. ما يحدث لم يعد مسألة سياسية بل جريمة ضد الإنسانية. على الجميع أن ينهض ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار "مازو" إلى أن الاحتجاجات تشمل مؤسسات تعليمية في مختلف أنحاء البلاد، من مدارس وجامعات وقاعات تابعة للبلديات، بمشاركة واسعة من نقابات ومؤسسات تعليمية مستقلة، مضيفًا: "نأمل أن ينضم إلينا بعض الوزراء لإظهار الموقف الرسمي".

من جهتها، صرّحت المعلمة "خيما كينتانا"، إحدى المشاركات في الفعالية:

"نحن هنا لدعم فلسطين. لا يمكننا بدء العام الدراسي الجديد وكأن شيئًا لم يحدث. عندما تفتح المدارس الأسبوع المقبل، سنخبر طلابنا بما يحدث في غزة".

وتعتزم الحركة مواصلة الاعتصامات السلمية حتى نهاية الأسبوع، حيث تتم قراءة بيانات تندد بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة، وتطالب الحكومة الإسبانية بإنهاء كافة أشكال التعاون مع الاحتلال الصهيوني.

ويُذكر أن احتجاجات المعلمين في إسبانيا ضد العدوان على غزة ليست الأولى، فقد شهد القطاع التعليمي منذ بداية الهجوم الصهيوني على القطاع في 7 أكتوبر 2023، سلسلة من الإضرابات والوقفات الاحتجاجية. وكان مقر السفارة الصهيونية في مدريد قد طالب سابقًا بوقف هذه الأنشطة، بدعوى أنها "تروّج لمعاداة السامية في الصفوف الدراسية"، إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض.

ويُعدّ الشارع الإسباني من بين الأكثر نشاطًا في أوروبا في تنظيم الاحتجاجات الداعمة لفلسطين، حيث شاركت قطاعات الإعلام والرياضة والثقافة كذلك في إدانة الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. (İLKHA)