أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي "سيرغي شويغو" أن الدول الغربية تعيق تطور أفغانستان، فيما أبدت موسكو استعدادها للمساعدة في تحقيق الاستقرار في كابول.

أكّد سكرتير مجلس الأمن الروسي "سيرغي شويغو"، في مقال نُشر بصحيفة "روسييسكايا غازيتا"، أن روسيا مستعدة لدعم طالبان في أفغانستان عبر أجهزة الأمن، بما في ذلك تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والمخدرات.

وأشار شويغو إلى أن روسيا كانت أول دولة تعترف رسميًا بقيادة طالبان في أفغانستان في 3 تموز/ يوليو من هذا العام.

وأضاف أن زيارته لكابول في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 هدفت إلى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والإنساني بين البلدين، بما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات.

وأكد أن القيادة الأفغانية أبدت اهتمامها بإقامة حوار سياسي بناء مع روسيا، وجرى تحديد مجالات واعدة للتعاون الاقتصادي المستقبلي.

الدول الغربية تجمّد نحو 9 مليارات دولار من احتياطات الدولة الأفغانية

وأوضح سكرتير مجلس الأمن الروسي، أن استئناف العلاقات بين أفغانستان ومنظمة شنغهاي للتعاون ينبغي أن يبدأ فور إطلاق أعمال مجموعة الاتصال المعنية.

وأكد أن هذا لا ينفي حقيقة أن الدول الغربية يجب أن تتحمل المسؤولية الأساسية والعبء الأكبر في إعادة إعمار هذا البلد الذي عانى طويلاً من النزاعات بعد الصراع، مشيراً إلى أن الدول الغربية قامت "بتجميد" نحو 9 مليارات دولار من احتياطات الدولة الأفغانية، وهو مبلغ كبير يمكن أن يسهم في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي تواجه أفغانستان في طريقها نحو التنمية المستقلة.

وأشار شويغو إلى أن الدول الغربية تُبطئ تنمية أفغانستان وتسيّس تقديم المساعدات الإنسانية، وربطها غالباً بمصالحها الأنانية.

وأضاف أن 31 آب/ أغسطس 2021 يمثل نهاية واحدة من أكثر العمليات الخارجية إثارة للجدل والعلاقات الفضائحية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على مدار عشرين عاماً، وهو التاريخ الذي يبرز وجود القوات الأمريكية وحلفائها في أفغانستان.

"تدمير أو تقليص المحاصيل المخدرات بشكل كامل تقريباً"

وأشار سيرغي شويغو إلى أن القيادة الأفغانية نجحت في عكس الاتجاه السلبي في تهريب المخدرات، مؤكداً أن روسيا بدأت تستقبل كميات أقل من الهيروين عبر "السوق السوداء".

وأوضح شويغو أن "قيادة طالبان نجحت في عكس الاتجاه السلبي الذي نشأ خلال وجود الولايات المتحدة في أفغانستان. منذ عام 2021، انخفضت كميات الهيروين في السوق الروسية، حيث تراجعت الكميات المصادرة في البلاد من 1.4 طن إلى 319 كجم".

وأضاف أن إنتاج الأفيون في أفغانستان ارتفع إلى 3400 طن في العام الأول من الاحتلال الأمريكي ولم ينخفض بعد ذلك.

وأكد شويغو أن البيانات الأخيرة، بما في ذلك تلك المقدمة من الأمم المتحدة، تؤكد رغبة السلطات الأفغانية في القضاء على إنتاج المخدرات في البلاد، حيث تُعتبر 20 من أصل 34 ولاية في أفغانستان الآن خالية من حقول المخدرات.

وأشار إلى أن المحاصيل المخدرة في ولايات فراه وهرلمند وننكرهار، التي كانت تشكل 75% من إنتاج الأفيون خلال وجود القوات الأمريكية وحلفائها، قد تم تدميرها بالكامل أو تقليصها بشكل كبير.

وأكد أن وزارة الداخلية الأفغانية تنفذ بانتظام عمليات ضد تهريب المخدرات وتدمر مختبرات الإنتاج تحت الأرض بلا هوادة. (İLKHA)