الأقصى بين الاحتلال الصليبي والتحرير الصلاحي… دروس الماضي للحاضر

كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن مقاله الدوري لوكالة إلكا للأنباء حول الدروس والعبر المستفادة من حال الأقصى بين الاحتلال الصليبي والتحرير الصلاحي ما يلي:
مقدمة
المسجد الأقصى ليس مجرد معلم ديني أو تاريخي، بل هو امتحان متجدد للأمة الإسلامية؛ يُظهر في كل عصر مدى قوتها أو ضعفها، وحدتها أو تشرذمها. لقد احتله الصليبيون أكثر من تسعين عامًا، ثم تحرر على يد القائد الرباني صلاح الدين الأيوبي، وبين الاحتلال والتحرير تكمن دروس عظيمة لا تزال صالحة لعصرنا الراهن.
أولًا: لماذا احتُلّ الأقصى من الصليبيين؟
في أواخر القرن الخامس الهجري، كانت بغداد غارقة في الضعف، بلا سلطان حقيقي على الأطراف، ما جعل الأمة بلا قيادة جامعة.
الصراع بين الدولة الفاطمية في مصر والدولة السلجوقية في الشام، والانقسامات المذهبية، جعلت الساحة ممزقة ومهيأة للغزو الخارجي.
أوروبا آنذاك حشدت شعوبها تحت راية الكنيسة، وأطلقت الحملة الصليبية الأولى بشعار “تحرير قبر المسيح”، وهو ما ضخّ آلاف المقاتلين بدافع ديني متطرف.
الطبقات الحاكمة في بعض أقاليم الشام انشغلت بالترف وابتعدت عن الجهاد، ففوجئت بجيوش صليبية ضخمة تحاصر القدس وتسقطها عام 492هـ/1099م بعد مجازر دامية في الأقصى.
ثانيًا: لماذا تحرر الأقصى بعد قرن من الاحتلال؟
ارتفعت أصوات العلماء والخطباء، فذكّروا الناس بمكانة الأقصى، وغرسوا فيهم أن الجهاد فرض عين لا يسقط بالتقاعس.
ظهر عماد الدين زنكي، ثم نور الدين محمود، وأخيرًا صلاح الدين الأيوبي الذي وحّد مصر والشام في جبهة واحدة قوية.
صلاح الدين أسس جيشًا مؤمنًا منظمًا، يوازن بين التدريب العسكري والتربية الروحية، فكان النصر ثمرة إعداد طويل.
معركة حطين عام 583هـ كانت لحظة فاصلة، إذ دمر فيها المسلمون جيوش الصليبيين، فانهارت معنوياتهم وسقطت القدس بعدها بأشهر.
لم يكرر صلاح الدين مجازر الصليبيين، بل أمّن النصارى على أرواحهم وكنائسهم، فدخل التاريخ بصفته فاتحًا عادلًا، ورسّخ أن التحرير الإسلامي قائم على العدل لا على الانتقام.
ثالثًا: دروس الماضي للحاضر
• احتُلّ الأقصى يوم انقسمت الأمة، وضعفت الخلافة، وانشغل الناس بالترف والفتن.
• وتحرر يوم توحدت الأمة على العقيدة والقيادة والعدل.
• واليوم، إذا أرادت الأمة استعادة الأقصى من الاحتلال الصهيوني، فعليها أن تستحضر هذه الدروس: الوحدة، الإيمان، الإعداد، والقيادة الصالحة.
خاتمة
إن قصة الأقصى بين الاحتلال الصليبي والتحرير الصلاحي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي خارطة طريق للحاضر والمستقبل. فإذا أدرك المسلمون أن العدو لا يُدحر إلا حين تعود الأمة إلى ربها وتتوحد كلمتها وتُعدّ قوتها، فإن مشهد حطين يمكن أن يتكرر، ويعود الأقصى حرًا كما عاد من قبل. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أعلنت وزارة الصحة في تشاد أن تفشي وباء الكوليرا في شرق البلاد أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 63 شخصاً.
أدانت سوريا التوغل العسكري الذي قامت به قوات الاحتلال في منطقة بيت جن بريف دمشق باستخدام آليات ووحدات عسكرية.
أجرى رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن محادثات مع قائد القوات المسلحة في شرق ليبيا "خليفة حفتر".
أدانت رئاسة الاتصال التركية، برئاسة "برهان الدين دوران"، الهجمات المنظمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين، مشيرة إلى أن إسرائيل تعتقد أن هذه الهجمات ستمنع كشف الحقيقة، دون مراعاة أي مبدأ إنساني أو قانوني.