قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الجورجي كافيلشفيلي: "سنواصل كتركيا وجورجيا التحرك جنبًا إلى جنب من أجل التعاون والسلام والتنمية في منطقتنا وما بعدها".

عقد الرئيس "رجب طيب أردوغان" والرئيس الجورجي "ميخائيل كافيلشفيلي"، عقب مباحثاتهما الثنائية في المجمع الرئاسي، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا أدليا خلاله بتصريحات.

حيث أكد الرئيس أردوغان أن تركيا وجورجيا ليستا فقط جارتين، بل تربطهما روابط تاريخية وثقافية وإنسانية عميقة، وهما شريكان استراتيجيان. وأضاف: "نستضيف مشروع سكة الحديد باكو-طفيليس-قارص الذي يشكل العمود الفقري للممر الأوسط الذي يربط بين الشرق والغرب، ونتشارك خطوط النفط والغاز ذات الأهمية الاستراتيجية".

"سوف نواصل تطوير علاقاتنا التجارية والاستثمارية"

وأشار أردوغان إلى أن جورجيا هي الوطن الأصلي للأتراك الأحوازيين الذين تم نفيهم في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 1944 عن أراضيهم التاريخية، وقال: "في هذه المباحثات التي بنيناها على هذا الأساس الإنساني والاقتصادي، أكدنا مرة أخرى عزمنا على تعميق علاقاتنا. خصوصًا سنواصل تطوير علاقاتنا التجارية والاستثمارية بما يساهم في رفاه شعوبنا. تركيا هي أكبر شريك تجاري لجورجيا بدون انقطاع منذ 17 عامًا، وهذا دليل واضح على أن علاقاتنا التجارية قائمة على أسس متينة. لقد حققنا هدف الـ3 مليارات دولار في السنوات الماضية، ونحن نتقدم بثقة نحو هدفنا الجديد البالغ 5 مليارات دولار. نحن مصممون على تشجيع الاستثمارات المتبادلة. وبفضل البيئة المواتية التي توفرها جورجيا، تعمل أكثر من 2000 شركة تركية في البلاد. وتقترب الاستثمارات التركية المباشرة من 2.5 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، تولي شركات المقاولات التركية اهتمامًا كبيرًا لمشاريع البنية التحتية في جورجيا، إلى جانب 300 مشروع بقيمة 5.5 مليار دولار نفذتها سابقًا".

أفاد أردوغان بأنه تم تقييم المشاريع المشتركة في مجالات النقل واللوجستيات مع كافيلشفيلي، مضيفًا: "سكة الحديد باكو-طفيليس-قارص التي تشكل العمود الفقري للممر الأوسط تكتسب أهمية كبيرة لنا جميعًا مع بدء عملها بكامل طاقتها. كان التعاون في مجال الصناعة الدفاعية والعسكرية، التي تمتلك إمكانات كبيرة، أحد المواضيع الرئيسية في جدول أعمالنا".

"نساهم في السلام والتعاون الإقليمي"

وقال أردوغان: "إنه تبادل الآراء حول جميع التطورات في المنطقة والساحة الدولية خلال اللقاء"، وأضاف: "أود أن أكرر هنا دعمنا الثابت لوحدة جورجيا وسيادتها. نحن نساهم في السلام والتعاون الإقليمي عبر الآليات الثلاثية التي أقمناها مع أذربيجان وجورجيا في مجالات السياسة الخارجية والأمن. نخطط لعقد اجتماع وزراء الخارجية الثلاثي في بلدنا قريبًا. كما نعتزم عقد اجتماع لرؤساء البرلمانات الثلاثية بعد افتتاح برلماناتنا".

وأشار أردوغان إلى مناقشته مع الرئيس كافيلشفيلي قضايا أمن البحر الأسود، ومسارات السلام في القوقاز، والحرب في أوكرانيا، والكوارث الإنسانية في غزة، قائلاً: "سنواصل العمل معًا كتوأم للكتف من أجل التعاون والسلام والتنمية في منطقتنا وما بعدها. الرؤية التي أظهرناها اليوم تعكس تصميمنا على بناء مستقبل منطقتنا وليس فقط حاضرها".

وذكر أردوغان أنه نقل للرئيس كافيلشفيلي توقعات تركيا بشأن عودة آمنة وكريمة للأتراك الأحوازيين إلى وطنهم، وأكد: "سنواصل تقديم كل الدعم اللازم لضمان سير هذه العملية بسلاسة. أؤمن من أعماق قلبي بأن الشراكة الاستراتيجية بين تركيا وجورجيا ستزداد قوة بدعم إرادة شعوبنا".

واختتم أردوغان شكره للرئيس كافيلشفيلي والوفد المرافق، معبراً عن أحر تحياته لشعب جورجيا الصديق، وتمنى أن تعزز المباراة التي ستجمع بين منتخبات البلدين في 4 أيلول/ سبتمبر في تصفيات كأس العالم 2026 العلاقات الودية بين شعوبنا.

رئيس جورجيا كافلشفيلي: "ناقشنا قضايا التعاون بين البلدين"

أشار رئيس جورجيا كافلاشفيلي، في كلمته، إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية والصداقة بين تركيا وجورجيا، وأكد أنه تم مناقشة قضايا التعاون بين البلدين.

وذكر أنه دعا الرئيس أردوغان إلى جورجيا، وقال: "أبلغنا أملنا في عقد تعاوننا ومجلس التعاون على أعلى المستويات قريبًا. دعم تركيا مهم جدًا لجورجيا، خاصة فيما يتعلق بوحدة الأراضي والسيادة".

كما عبّر رئيس جورجيا عن أهمية دعم تركيا في مسار انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وقدم شكره للرئيس أردوغان على مساهماته في هذا المجال.

وشدد كافلشفيلي على استمرار مساهمة جورجيا في محادثات السلام الجارية بين أذربيجان وأرمينيا، قائلاً: "هذا التعاون مهم للغاية من أجل استقرار المنطقة. هذا نجاح، تعاون، تحقيق الاستقرار، وتنمية بلداننا. الآلية الثلاثية بين أذربيجان وتركيا وجورجيا مثال جيد جدًا. مثال مهم جدًا لكيفية التعاون بين الدول وكيفية احترام وحدة الأراضي والسيادة بين هذه الدول. كما أنه مهم جدًا للأمن الإقليمي".

وأشار كافلشفيلي إلى أنه تم خلال لقائه مع الرئيس أردوغان تناول التحديات الأمنية، وقال: "جهود تركيا وخاصة الدور الذي أظهره الرئيس (أردوغان) في أمن البحر الأسود مهم جدًا لتحقيق السلام بين الأطراف المتنازعة".

وذكر أن تركيا هي الشريك التجاري الأول لجورجيا، وأضاف أنه ناقش مع الرئيس أردوغان الخطوات الممكنة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين.

وختم رئيس جورجيا كافلشفيلي بأنهما بحثا فرص التعاون في مجالات مختلفة، مشيرًا إلى أن اجتماع اليوم هو دليل على الإرادة القوية بين تركيا وجورجيا. (İLKHA)