خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة مانهايم الألمانية لإدانة العدوان الصهيوني الدامي على قطاع غزة وللمطالبة بوقف دعم الاحتلال.

شهدت مدينة مانهايم الألمانية، السبت، تظاهرة شعبية حاشدة نظّمتها حركة المجتمع المدني "زيتونة"، للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، والتنديد بالهجوم الصهيوني المستمر على قطاع غزة.

واحتشد المتظاهرون في ساحة ماركت بلاتز وسط المدينة، رافعين لافتات كتب عليها: "فلسطين حرة"، "إسرائيل دولة فصل عنصري"، و"المجزرة تبقى مجزرة".

 كما رُدّدت شعارات تدعو إلى وقف دعم الحكومات الغربية، وعلى رأسها ألمانيا والولايات المتحدة، للعمليات العسكرية الصهيونية.

دعوات للمحاسبة وإنهاء الصمت الدولي

افتتحت الناشطة "سلمة" الكلمات بالتأكيد على أن الصمت الدولي إزاء ما يجري في غزة يُعد تواطؤًا، قائلة: "الذين يقتلوننا في غزة يمنعوننا من الحديث هنا في أوروبا".

وانتقدت صمت الحكومات العربية، معتبرة ذلك "خذلانًا للمسؤولية الأخلاقية والدينية"، وأشارت إلى أن "مليارًا و900 مليون مسلم لم يتمكنوا من إيصال قطرة ماء واحدة إلى غزة".

بدوره، قال أحد ممثلي حركة "زيتونة" الدكتور عبدالله عبد الهادي: "بينما أتحدث هنا، يُقتل أفراد من عائلتي في غزة"، مضيفًا أن "ألمانيا تخلّت عن قيم العدالة وحقوق الإنسان التي تبنّتها بعد الحرب العالمية الثاني".

أصوات يهودية مناهضة للاحتلال: "غزة ستحرر"

و قالت الناشطة ثيودورا في كلمة باسم حركة "الصوت اليهودي" خلال مشاركتها: "ألم تقولوا (لن يتكرر ذلك أبدًا)؟ ما يحدث اليوم في غزة إبادة جماعية، وألمانيا شريكة فيها".

أما الناشطة "هاداس ليونوف" فوصفت المجاعة في غزة بأنها "سلاح سياسي ممنهج"، مؤكدة أن "تجويع المدنيين يُستخدم كسلاح للقتل الجماعي". وأضافت: "الصمت الأوروبي اليوم لا يختلف عن الصمت أثناء مجازر سابقة مثل سريبرينيتسا".

الصحفية هبة جمال: "العدالة أو الإبادة، لا خيار ثالث"

من جهتها، قالت الصحفية الفلسطينية هبة جمال، في كلمة ألقتها باللغة الإنجليزية: "خسرت أفرادًا من عائلتي مؤخرًا بسبب الجوع في غزة. إذا كانت ألمانيا تتحدث عن حق إسرائيل في الوجود، فماذا عن حق الفلسطينيين في الحياة؟".

دعوات للمساءلة القانونية ورفض القمع

انتقد الناشط الألماني المناهض للفاشية "يانيك" في كلمته سياسة التضييق التي تنتهجها السلطات الألمانية تجاه المتضامنين مع فلسطين، قائلاً: "من ينتهك حقوق الإنسان لا يستحق الحديث عن الحق في الوجود".

وأعلن أنه سيمثل أمام المحكمة يوم 28 أغسطس بسبب نشاطه السياسي، داعيًا الحضور إلى التضامن معه.

وتأتي هذه التظاهرة في ظل تصاعد الانتقادات الحقوقية في ألمانيا وأوروبا إزاء الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الحكومات الغربية لإسرائيل، لا سيما مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الضحايا 38 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى، وسط تحذيرات من مجاعة جماعية وغياب شبه تام للمساعدات الإنسانية. (İLKHA)