واصل الرئيس الأمريكي "ترامب" إطلاق تصريحات "متفائلة" بشأن التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة، في حين يسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى كسب الوقت ميدانيًا، في محاولة لتمديد العمليات العسكرية التي تصفها حماس بـ"الإبادة الجماعية الممنهجة".

وقال ترامب عقب لقائه الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في البيت الأبيض: "قد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريبًا"، وادعى أن جهود الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة "تحقق تقدماً".

لكن على الأرض، يتمسك "نتنياهو" بشروط متشددة، إذ رفض مقترحات تقضي بانسحاب جزئي من بعض المواقع العسكرية في غزة، كما اشترط موافقته على صفقة تبادل أسرى بأن تكون "جيدة بما يكفي".

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن نتنياهو نجح في الحصول على "أسبوع إضافي" من ترامب، رغم مؤشرات على أن الرئيس الأمريكي بدأ يشعر بالإرهاق من استمرار الحرب. غير أن نتنياهو، وفقاً للمصادر ذاتها، يستغل هذا التردد الأمريكي لتحقيق مكاسب ميدانية.

حماس: نتنياهو يُفشل المفاوضات عمداً

من جانبها، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نتنياهو بتعمد إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار، قائلة: "رئيس وزراء الاحتلال يجر كيانه نحو كارثة استراتيجية، ومقاومتنا تواصل استنزاف قوات العدو بطرق جديدة يوميًا".

ووفقًا لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، تستمر العمليات اليومية ضد قوات الاحتلال وآلياته، فيما تشير الإحصاءات الرسمية الصهيونية إلى مقتل 890 جنديًا وإصابة أكثر من 6,099 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023.

وفي تطور لافت، أفاد موقع "أكسيوس" بأن الاحتلال عرض تقليص وجوده العسكري جنوب غزة، مقترحًا البقاء ضمن شريط ضيق شمال ممر فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية، بطول لا يتجاوز كيلومترين.

وقال مسؤول صهيوني إن هذا العرض يعبّر عن "رغبة حقيقية في الاتفاق"، داعيًا حماس إلى "إبداء مرونة"، كما طالب بزيادة الضغط الأمريكي على الحركة.

مفاوضات مكثفة في الدوحة

تُجرى في العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس والاحتلال، بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يشمل تهدئة وتبادل أسرى.

وسبق أن أفضت مفاوضات مشابهة إلى اتفاقين محدودين في نوفمبر 2023 ويناير 2025، لكن "نتنياهو" أعاد تصعيد العدوان في 18 مارس، ما تسبب في انهيار المسار التفاوضي.

وخلال هذه الفترة، عاد حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بقيادة إيتمار بن غفير إلى الائتلاف الحاكم، في خطوة رآها مراقبون تكريسًا لسياسات نتنياهو الرامية إلى إرضاء حلفائه المتطرفين والبقاء في السلطة.

ويدعي الاحتلال أنه لا يزال يحتفظ بـ50 أسيرًا لدى المقاومة في غزة، لا يُعرف مصير سوى 20 منهم، في حين يقبع أكثر من 10,800 فلسطيني في سجون الاحتلال وسط ظروف قاسية من التعذيب والإهمال الطبي وسوء التغذية.

الإبادة مستمرة بدعم أمريكي

منذ 7 أكتوبر 2023، تنفذ قوات الاحتلال، بدعم أمريكي مباشر، عمليات عسكرية وُصفت بأنها "إبادة جماعية ممنهجة" في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 197 ألف شهيد وجريح، ولا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.

وقد تم تهجير مئات الآلاف قسرًا، فيما توفي آلاف الأطفال جوعًا، وسط انهيار تام للبنية التحتية. ورغم الدعوات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة دون رادع. (İLKHA)