أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو 42 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات خطيرة غيّرت مجرى حياتهم، ربعهم من الأطفال، مشيرة إلى أن آلافاً منهم فقدوا أطرافهم، في وقت يواجه فيه النظام الصحي خطر الانهيار الكامل.

أفادت منظمة الصحة العالمية أن نحو 42 ألف شخص في قطاع غزة يعانون من إصابات غيّرت مجرى حياتهم بشكل جذري، وأن ربع هذه الحالات هم من الأطفال، في ظل نظام صحي يوشك على الانهيار التام.

وبحسب التقرير الأخير الصادر عن المنظمة، فقد أُصيب 167,376 شخصًا في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، من بينهم أكثر من 5,000 تعرضوا لبتر أطراف، بينما يعاني آلاف آخرون من إصابات في العمود الفقري، وإصابات دماغية شديدة، وحروق كبيرة، وفقدان للبصر، ما أدى إلى مشكلات صحية دائمة.

وأشار التقرير إلى الانتشار الواسع لإصابات الوجه والعين، والتي تتطلب في أغلبها إجلاءً طبياً إلى خارج القطاع، غير أن إغلاق معبر رفح جعل الإجلاء الطبي ممكناً مرة واحدة فقط أسبوعياً. وفي الوقت الراهن، ينتظر نحو 15,600 مريض، من بينهم 3,800 طفل، فرصة لتلقي العلاج خارج غزة.

وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إن الحرب المستمرة منذ عامين دمّرت النظام الصحي في غزة بشكل شبه كامل"، مؤكداً أن "جراح المدنيين الجسدية والنفسية أشد من إعادة بناء المباني المدمرة". ودعا غيبريسوس دول العالم إلى فتح أبوابها لاستقبال الحالات الطبية من غزة.

وأظهرت بيانات المنظمة أن القطاع كان يضم نحو 1,300 أخصائي علاج طبيعي و400 أخصائي علاج وظيفي، إلا أن غالبيتهم تعرضوا للنزوح، واستشهد ما لا يقل عن 42 منهم جراء عدوان الاحتلال. أما اليوم، فلم يتبقَّ في غزة سوى 8 أخصائيين في الأطراف الاصطناعية.

من جهته، قال ممثل المنظمة ريك بيبركورن: "إن الإصابات لا تقتصر على الأضرار الجسدية فحسب، بل تشمل تأثيرات نفسية عميقة"، مشيراً إلى أن من نجا من الموت يواجه صدمات نفسية وخسائر كبيرة في ظل غياب شبه تام لخدمات الدعم النفسي والاجتماعي.

وأكد التقرير على ضرورة أن تشمل عملية إعادة بناء النظام الصحي في غزة خدمات الجراحة والتأهيل، إلى جانب توفير دعم الصحة النفسية كأولوية قصوى، مشدداً على أهمية ضمان وصول المساعدات والوقود والمواد الطبية الأساسية دون عوائق. (İLKHA)