الأستاذ حليم ستشكين: الصلاة ضمان الشباب وطمأنينة القلب
يفتتح الأستاذ حليم ستشكين مقاله بالتأكيد على أن الصلاة ليست مجرد أداءٍ حركي أو فرضٍ يومي، بل هي روحٌ تُقيم القلب، ونورٌ يهدي العمر، وسندٌ يحفظ الشباب في زمن الفتن والانشغالات.
كتب الأستاذ حليم ستشكين مقالاً جاء فيه:
﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ البقرة: 238
ورغم اختلاف المفسرين حول المقصود بالصلاة الوسطى، فإن جمهور العلماء يرى أنها صلاة العصر، لأنها تأتي في وقت يشتد فيه انشغال الناس وأعمالهم وتزداد هموم الحياة، أمّا المحافظة على الصلاة عمومًا، وعلى الصلاة الوسطى خصوصًا، فتعني المداومة عليها في وقتها، وأداؤها على الوجه الصحيح وبخشوع، وهذا الالتزام هو أعظم دليل على صدق الإيمان وقوته.
ومع ذلك، فإن الآية لا تتحدث عن الصلاة باعتبارها عبادة فحسب، بل باعتبارها دليلًا ودرعًا وحارسًا لحياة الإنسان، فالصلاة ملجأ يهدأ فيه القلب، وموقف يراجع فيه الإنسان نفسه، وتجربة روحية يتزكى بها المؤمن. والمحافظة على الصلاة الوسطى تعني أن يتذكر الإنسان ربّه حتى في أشد لحظات الانشغال، وفي زحمة الشباب وقلق الحياة.
وفي عصرنا هذا، يُلاحظ بين كثير من الشباب ميلٌ إلى الابتعاد عن الصلاة، تحت ضغط الدراسة والعمل، وتحت تأثير الانشغالات الاجتماعية والتقنية التي تسرق الوقت والاهتمام، لكنّ الصلاة تبقى أعظم وقاية من الانحراف والفساد، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ العنكبوت: 45.
وللصلاة جماعة فضيلةٌ أخرى متميزة؛ فقد قال رسول الله ﷺ:
)صلاة الجماعة تَفْضُل صلاة الفذّ بسبعٍ وعشرين درجة (البخاري.
والاجتماع في المسجد لا يقتصر على أداء عبادة، بل يعزز روابط الإخوة، ويُنشئ توازنًا أخلاقيًا واجتماعيًا، ويُعدّ مدرسة عملية للالتزام والانضباط.
أما السجود فهو أقرب ما يكون العبد فيه من ربّه، وقد قال النبي ﷺ:
"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء "مسلم.
السجود ليس حركة جسدية فحسب، بل هو معراج روحي، وانكسار صادق أمام الله، وتطهير للنفس من شوائب الدنيا وهمومها.
وارتباط الشباب بالصلاة مكسبٌ روحي وأخلاقي وتربوي، فالصلاة تُهذّب الشخصية، وتُنمّي الإحساس بالمسؤولية، وتُعمّق روح الانضباط، وقد حرص النبي ﷺ على تربية الشباب على الصلاة، حتى يكونوا على صلةٍ دائمة بربهم وهم يشتدّون قوةً وعقلًا.
إن لحظة يقف فيها المؤمن بين يدي ربّه، خاشعًا متواضعًا، كفيلة بأن تحمي قلبه من كثير من الانزلاقات، وكما يحيي السلام والزيارة والسؤال عن الحال القلوب، فإن الصلاة تُحيي القلب بأعمق وأقوى صورة.
نسأل الله أن يحفظنا ويحفظ أبناءنا وبناتنا من كل ما يُبعد عن الصلاة، وأن يجعلها نورًا لقلوبنا، وطمأنينةً لأيامنا.
اللهم ارزقنا الخشوع في الصلاة، وأعنّا على المحافظة عليها في وقتها، ووفّقنا للصلاة جماعة، واجعلها حارسًا لقلوبنا من كل شرّ. واحفظ شبابنا وأحبتنا، ولا تجعل بينهم وبينك حجابًا أبدًا. آمين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يوضح الأستاذ حسن ساباز أن سياسات أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط تضمن تفوقهما العسكري والسياسي، إذ تتحكم الولايات المتحدة في استخدام الأسلحة المتقدمة لضمان مصالحها وحماية إسرائيل، وليس لحماية سيادة الدول الحليفة.
يسلّط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على دور حزب الهدى في السياسة التركية، مؤكدًا التزامه بالحق والسياسة النزيهة، وقدرته على تقديم حلول عملية تترك أثرًا يفوق حجمه الفعلي.
انتقد الكاتب الصحفي الأستاذ حسن ساباز استمرار الإبادة في غزة وتواطؤ الأنظمة السياسية الغربية والعربية، مؤكدًا أن الصمت شراكة في الجريمة، وينقل خطابًا إيطاليًا مؤثرًا يعلن أن ما يحدث يتجاوز مفهوم الإبادة، وأن العالم سيبقى مُدانًا لأنه تخلّى عن إنسانيته.