الأستاذ محمد كوكطاش: ممر ترامب وجسر نتنياهو

يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على تحول "ممر زَنكزور" من إنجاز استراتيجي إلى "ممر ترامب" يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية، محذرًا من تداعياته على روسيا وإيران وخطورة تمركز إسرائيل في القوقاز وإشعال الفتن بين الدول الإسلامية بدل تسويته بين الجيران المباشرين.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
لم يخطر ببال أحد أن يتحوّل "ممر زَنكزور" — الذي كنّا نعدّه مكسبًا استراتيجيًا وورقة سيادة في يدنا — إلى ما بات يُعرف فجأة بـ"ممر ترامب". سنواتٌ من التفاخر بهذا الإنجاز، حتى ظننا أن اسمه صار محفورًا باسمنا، بل إن أرمينيا نفسها كانت قد أذعنت له. لكن، بين عشية وضحاها، تغيّر المشهد، وإذا بنا نكتشف أن مكسب الأمس صار عنوانًا لمعادلة جديدة تحمل بصمات القوى الدولية.
ولا شك أن على الطرف الآخر من هذا الممر يقف نتنياهو. والحقيقة أن الجميع كان يعلم منذ البداية أن العصابة الصهيونية متورطة في هذا الأمر، حتى قبل أن يُعلن رسميًا، ما يجري الآن هو أن الخطوط أصبحت أوضح، والصفوف أكثر تمايزًا.
فهذا "ممر زَنكزور – ترامب" انتصار على من؟ بلا شك على روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
خصوصًا أن علاقتنا الودية مع روسيا لم تدم طويلًا، ولا أدري إن كان بوتين أصبح عدونا الآن، لكن من جاء بترامب ليبسط نفوذه على القوقاز فهو بلا شك عدو لبوتين وروسيا.
والأدهى من ذلك أننا سمحنا للإسرائيلي، المزروع كخنجر سام في قلب الأمة الإسلامية، بأن يتمركز أيضًا على الجبهة القوقازية، أليس هذا خيانة؟
من هذه اللحظة، استعدوا لفتن متلاحقة على هذه الجبهة، ولـ"حروب تجريبية" بين دول إسلامية، تُدار بالوكالة لخدمة الأجندات الكبرى. وسيتغير بالتوازي موقف الشارع التركي من الكيان الصهيوني، تمهيدًا لتمرير اتفاقيات إبراهام، بينما تتوارى غزة عن صدارة المشهد، ويُشغلنا الشمال كما أشغلونا بالجنوب، لنجد أنفسنا مطوّقين من جهتين
المفارقة أن حلّ هذه المسألة لم يكن مستحيلًا؛ كان يمكن تسويتها بين أذربيجان وأرمينيا وتركيا وإيران وروسيا جيران دائمون فرضت علينا الجغرافيا أن نعيش بينهم، لكننا سمحنا بأن تتحوّل الجيرة إلى ساحة تنازع، وأن تُدار ملفاتنا الإقليمية بأيدٍ غريبة عن المصلحة المشتركة.
اللهم ارزقنا اليقظة سريعًا.
السلام والدعاء للجميع.
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أصدر مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية إصدار تحليلي – استراتيجي – تاريخي يتضمن سلسلة: فلسفة التغيير والعمل السياسي، وجاء فيه:
يندد الأستاذ حسن ساباز بالقتل المستمر للصحفيين الفلسطينيين ويكشف الوجه الوحشي للصهاينة المحتلين، محذرًا من صمت المؤسسات الدولية تجاه جرائمهم ضد الإنسانية.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن المقالة الثالثة من سلسلة (3 - 8) من سلسلة: عصام دربالة… شهيد الاتزان وقائد البناء، ما يلي: