الأستاذ محمد إشين: لن أخرج من غزة إلا إلى الجنة

يندد الأستاذ محمد إشين باغتيال الاحتلال الصهيوني للصحفي أنس الشريف في غزة، معتبرًا ذلك استهدافًا ممنهجًا لإسكات صوت الحقيقة، ويؤكد أن قتل 238 صحفيًا منذ طوفان الأقصى يعكس وحشية الاحتلال وخسارته الأخلاقية والإنسانية رغم صمت المجتمع الدولي.
كتب الأستاذ محمد إشين مقالاً جاء فيه:
قبل يومين، أقدم الكيان الصهيوني الإرهابي عمدًا وبشكل مقصود على قصف خيمة قناة الجزيرة الموجودة في مجمع مستشفى الشفاء في غزة.
وفي الهجوم، استشهد 5 صحفيين، بينهم مراسل الجزيرة المعروف أنس الشريف، وبهذه الجريمة الأخيرة، ارتفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا في هجمات الكيان الصهيوني منذ عملية طوفان الأقصى حتى اليوم إلى 238 صحفيًا.
المبرر الذي ساقه الصهاينة لهذه الجريمة أشد فظاعة ورعبًا من الجريمة نفسها؛ فقد اعترف جيش الاحتلال باستهداف الصحفي أنس الشريف بشكل مباشر، واصفًا إياه بأنه "رأس خلية إرهابية تابعة لحماس" و"إرهابي متنكر في هيئة صحفي". وجاء في بيانهم: "أنس الشريف هو قائد خلية إرهابية لحماس ومسؤول عن الهجمات الصاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي."
قبل عدة أشهر، أطلق الكيان الصهيوني تصريحات مشابهة استهدفت الشريف، في إشارة واضحة إلى نيته المسبقة تنفيذ عملية اغتياله، والحقيقة أن هذا الكيان لا يحتاج إلى أي ذريعة لضرب أي فلسطيني، فقد قتلوا خلال عامين أكثر من 60 ألف غزي، بينهم 20 ألف طفل، إنهم يقصفون المستشفيات والمدارس ومقرات الأمم المتحدة ومستودعاتها بمن فيها من موظفين، فماذا يمكن أن يُنتظر من عقلية تُجَوِّع شعبًا بأكمله عمدًا؟
ولنفترض – جدلًا – أن أنس الشريف كان فعلًا عضوًا في الجناح العسكري لحماس، مع أن حماس هي جماعة من المجاهدين الشرفاء الذين يدافعون عن أرضهم، فهل الأطفال الرضّع الذين يُقتلون قادرون على إطلاق الصواريخ أو حمل السلاح؟ إن العقلية الصهيونية تقتلهم بحجة أنهم "قد يصبحون مقاتلين في حماس عندما يكبرون".
هذه هي العقلية الصهيونية: "كل من يعارضني، أو يرفض الخضوع لأوامري، أو يقف في وجه مشاريعي وخططي، يستحق الموت، لا هو وحده، بل أسرته وأطفاله وأقاربه جميعًا… ولا حاجة لأي مبرر."
أمام هذه الوحشية، يقف العالم كله صامتًا، مكتفيًا بالمشاهدة، والسبب الرئيس وراء اغتيال أنس الشريف هو أنه نقل للعالم جرائم الإبادة في غزة. نعم، قد لا يتحرك العالم، لكنه يرى، وردود فعل أصحاب الضمائر الحية تتزايد يومًا بعد يوم، فمنذ طوفان الأقصى وحتى الآن، قُتل عمدًا وبشكل مباشر 238 صحفيًا في غزة على يد الاحتلال الصهيوني، وهذا رقم مرعب.
للمقارنة: خلال الحرب العالمية الثانية (1939–1945)، والتي شاركت فيها أكثر من 30 دولة، وقُتل خلالها ما بين 70 و80 مليون شخص، وشارك فيها أكثر من مئة مليون جندي، بلغ عدد الصحفيين الذين قُتلوا في ست سنوات 69 فقط، بينما في غزة الصغيرة، خلال عامين فقط، قُتل أكثر من ثلاثة أضعاف هذا العدد من الصحفيين، وهذا رقم يفوق التصوّر.
غزة هي أرض الأبطال والشهداء وورثة الشهداء، برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها، والصحفيون العاملون فيها يحملون الصفات ذاتها.
وفي حادثة مؤثرة، حين نصحه أحد أصدقائه بالذهاب إلى قطر، أجابه الشهيد أنس الشريف: "من غزة، لا أخرج إلا إلى الجنة."
وفي وصيته كتب:
"اعلموا أنني سأموت دون أن أتنازل عن مبادئي أبدًا، والله أشهد أنني راضٍ بحكمه، مؤمن بلقائه، وأعتقد أن ما عند ربي خير وأبقى من الدنيا. اللهم اجعلني في زمرة الشهداء، واغفر لي ذنوبي الماضية والآتية، واجعل دمي نورًا يضيء طريق الحرية لشعبي وأهلي…"
إن الكيان الصهيوني، ومهما كانت النتائج، قد خسر، ولن ينتصر أبدًا كما يزعم. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
ينتقد الأستاذ حسن ساباز صمت العالم الإسلامي أمام المأساة في غزة وغياب الدعم الإنساني والمسلح، ويُبرز وصية الصحفي الشهيد أنس الشريف الذي نقل الحقيقة بشجاعة حتى استُشهد، ويؤكد أن شهادته كشفت وجه الاحتلال القبيح وألهمت استمرار النضال والتمسك بالقضية الفلسطينية.
يحذر الأستاذ بكر تانك من أن الولايات المتحدة، بعد إخضاعها الأنظمة العربية عبر "اتفاقيات إبراهيم"، تسعى للهيمنة على الشعوب التركية من خلال السيطرة على ممر زنكزور، ما يهدد استقلال المنطقة.
شارك الأستاذ "إسلام الغمري" مقالته الدورية لوكالة إلكا للأنباء، ليتحدث فيها حول اغتيال الكيان الصهيوني للصحفي الغزاوي أنس الشريف وأصدقائه، ومشيراً إلى أهمية الرسائل التي أوردها في وصيته الأخيرة.