خطوات أولى نحو القيادة… البذور التي أنبتت رجل المواقف

كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن المقالة الثانية من سلسلة (2 - 8) من سلسلة: عصام دربالة… شهيد الاتزان وقائد البناء، ما يلي:
مقدمة السلسلة
في المقال الأول من هذه السلسلة “حين تُصبح الشهادة صوت العقل في زمن الجنون”، استعرضنا ملامح الاتزان والحكمة في شخصية القائد الشهيد الدكتور عصام دربالة، وكيف جمع بين الثبات على المبدأ والقدرة على البناء في أحلك الظروف.
واليوم، نعود خطوة إلى الوراء لنقرأ البدايات الأولى… تلك الجذور التي غرست في قلبه وعقله قيم القيادة الراشدة وروح الفريق، قبل أن يشتد عوده ويصبح أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في مصر.
التكوين المبكر… وميلاد البذرة
لم يُولد القادة الكبار فجأة، وإنما هم حصيلة مسار طويل من التربية والتجارب. كانت الطفولة المبكرة لعصام دربالة حافلة بملامح الشخصية القيادية: الانضباط، الجدّية، والميل لتحمّل المسؤولية.
في بيئته الأولى، تعلّم أن الانتصار الحقيقي ليس بالصوت العالي، بل بالفعل المؤثر. رأى كيف يُحترم الكبار الذين يوفون بوعودهم، ويتجنّبون الظلم، ويتحملون تبعات مواقفهم، فكبر وهو يرى المروءة والصدق رأس مال القائد.
الوعي المبكر بالقيم
منذ صغره، كان حريصًا على أن يكون موضع ثقة من حوله. لم يكن يرضى بالغش أو التلاعب، ورفض أن يُساير الخطأ ولو في صغائر الأمور.
كان قلبه معلقًا بالقيم، يدافع عن الضعيف، ويعترض على ما يراه ظلمًا، حتى لو جلب له ذلك المتاعب.
روح الفريق قبل موقع القيادة
من سماته المبكرة ميله للعمل الجماعي، لا من باب إخفاء دوره، بل من باب أن النجاح الجماعي أقوى أثرًا من الإنجاز الفردي.
كان يستمع للجميع، ويأخذ ما يراه صوابًا ولو جاء من أصغرهم سنًا، وهي سمة بقيت معه حتى آخر أيامه.
ملامح الانضباط الذاتي
حتى في سنواته الأولى، كان يلتزم بالنظام، ويُتقن إدارة وقته. لم يكن يعرف الفوضى في سلوكه، ولا الارتجال في قراراته. كان يرى أن القائد الذي لا يضبط نفسه لا يستطيع أن يضبط من حوله.
القيمة التي لم تفارقه
القيمة الأبرز التي لازمته منذ صغره هي رفض الاستبداد بالرأي. كان يرى أن فرض الرأي بالقوة هو بداية انهيار أي جماعة أو كيان. ولذلك، تعلّم أن الشورى ليست مجرد آلية لاتخاذ القرار، بل ثقافة تُعزز الثقة وتُنمّي الإبداع.
من البذرة إلى الغرس
هذه الملامح المبكرة لم تكن مجرد صفات عابرة لطفل واعد، بل كانت بذورًا نمت مع الزمن، وغذّتها التجارب، حتى صارت شجرة ثابتة الجذور.
كان واضحًا أن هذا الفتى، إذا أُحسن توجيهه، سيصبح قائدًا مختلفًا… قائدًا يوازن بين العقل والقلب، وبين الحزم والرحمة.
خلاصة المقال
قبل أن يعرفه الناس خطيبًا مفوّهًا أو مفكرًا استراتيجيًا، كان عصام دربالة طفلًا وشابًا يملك مخزونًا من القيم الراسخة. هذه القيم كانت نواة مشروعه القيادي الذي سيبرز لاحقًا في محطات أكثر حسمًا.
تمهيد للمقال التالي:
في المقال الثالث من السلسلة، “من القرية إلى الجامعة… البدايات التي صنعت الوعي”، سننتقل إلى مرحلة مفصلية في حياة عصام دربالة، حيث التحولات الفكرية والتجارب الجامعية التي صاغت وعيه ورسخت خياراته. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
ينتقد الأستاذ حسن ساباز صمت العالم الإسلامي أمام المأساة في غزة وغياب الدعم الإنساني والمسلح، ويُبرز وصية الصحفي الشهيد أنس الشريف الذي نقل الحقيقة بشجاعة حتى استُشهد، ويؤكد أن شهادته كشفت وجه الاحتلال القبيح وألهمت استمرار النضال والتمسك بالقضية الفلسطينية.
يندد الأستاذ محمد إشين باغتيال الاحتلال الصهيوني للصحفي أنس الشريف في غزة، معتبرًا ذلك استهدافًا ممنهجًا لإسكات صوت الحقيقة، ويؤكد أن قتل 238 صحفيًا منذ طوفان الأقصى يعكس وحشية الاحتلال وخسارته الأخلاقية والإنسانية رغم صمت المجتمع الدولي.
يحذر الأستاذ بكر تانك من أن الولايات المتحدة، بعد إخضاعها الأنظمة العربية عبر "اتفاقيات إبراهيم"، تسعى للهيمنة على الشعوب التركية من خلال السيطرة على ممر زنكزور، ما يهدد استقلال المنطقة.
شارك الأستاذ "إسلام الغمري" مقالته الدورية لوكالة إلكا للأنباء، ليتحدث فيها حول اغتيال الكيان الصهيوني للصحفي الغزاوي أنس الشريف وأصدقائه، ومشيراً إلى أهمية الرسائل التي أوردها في وصيته الأخيرة.