أهالي دياربكر يحيّون مقاومة غزة في ذكرى "طوفان الأقصى"

شارك محبو القدس في المسيرة الجماهيرية التي نُظّمت في دياربكر بمناسبة الذكرى السنوية لعملية "طوفان الأقصى"، حيث عبّروا بصوتٍ عالٍ عن دعمهم لمقاومة غزة.
تجمع أهالي دياربكر في تقاطع "دنيا" الواقع في منطقة "كايا بينار" المركزية، بمبادرة من منظمات المجتمع المدني الإسلامي في دياربكر، ونظموا مسيرة في الذكرى السنوية لعملية "طوفان الأقصى".
وامتلأت الساحات عن آخرها رجالًا ونساءً، شبابًا وكهولًا، وسار أهالي دياربكر نحو ساحة "روبسكي بارك" حيث ستُعقد الوقفة الصحفية، حاملين اللافتات وأعلام فلسطين، مرددين التكبيرات والهتافات.
وقد قرأ البيان الصحفي في ساحة روبسكي بارك، علي ساروهان، باسم منظمات المجتمع المدني الإسلامي في دياربكر.
"هذه المظالم أصبحت مرئية مع طوفان الأقصى منذ عامين"
وبدأ ساروهان بيانه بآية من القرآن الكريم: "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ"، وقال: "إن كل القيم الإنسانية في غزة قد دُمرت بالكامل منذ عامين، وأن شعبًا يُقصف بالقنابل كل يوم منذ 730 يومًا أمام أعين العالم، ويتعرض لكل أنواع الظلم، والتدمير، والجوع، والحرمان من الدواء، وانتهاك الحقوق".
وأشار ساروهان إلى أن ظلم وجرائم الإبادة التي يرتكبها كيان الاحتلال ليست محصورة فقط في العامين الأخيرين، وقال: "إن الظلم مستمر بلا انقطاع في فلسطين منذ 76 عامًا. لقد أصبحت هذه المظالم مرئية منذ عامين مع طوفان الأقصى. كيان الاحتلال الصهيوني وسّع احتلاله يومًا بعد يوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 76 عامًا. وإن القدس والمسجد الأقصى، في مقدمة الأماكن المقدسة، تنتظر اليوم الذي ستتحرر فيه من تحت بساطير الاحتلال".
"إخواننا الفلسطينيون ينتظرون اليوم الذي ينتهي فيه الاحتلال"
وقال ساروهان: "إخواننا الفلسطينيون تعرضوا لكل أنواع انتهاكات الحقوق منذ اليوم الذي بدأ فيه الاحتلال. لقد تم قتل شعب مظلوم على يد الصهاينة، والاستيلاء على أراضيهم، ونهب منازلهم ومناطقهم السكنية. ونتيجة لهجمات الاحتلال الصهيوني، اضطر إخواننا إلى العيش كلاجئين في دول أخرى. ومنذ عام 1948، قُتل أكثر من 300 ألف فلسطيني على يد كيان الاحتلال الصهيوني. ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فقط، استشهد أكثر من 75 ألفًا من إخواننا في غزة، من بينهم 30 ألف طفل و25 ألف امرأة على الأقل. وهناك أكثر من 10 آلاف من إخواننا ما زالوا تحت الأنقاض ولم يتم الوصول إلى جثامينهم بعد".
وأشار ساروهان إلى أنه منذ عام 1967، تم أسر أكثر من مليون فلسطيني في سجون الكيان الصهيوني، وتعرضوا لأبشع وأوحش أساليب التعذيب، وقال ما يلي:
"بسبب الاحتلال والنهب من قبل الصهاينة، أصبح أكثر من 10 ملايين فلسطيني لاجئين في دول أخرى، وتم تهجيرهم قسرًا من ديارهم. إخواننا الفلسطينيون، الذين يشكلون أكبر عدد من اللاجئين في العالم بسبب الاحتلال، ينتظرون اليوم الذي سينتهي فيه هذا الاحتلال. آه المظلومين وصلت إلى السماء... صرخات الأمهات أحرقت الضمائر. لم تعد الكلمات كافية ولا الحديث يجدي نفعًا. كل شيء يحدث أمام أعيننا. كيان الاحتلال يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ونتيجة لذلك يُترك شعب بأكمله للموت جوعًا، وفي ظل المجاعة، ومن دون دواء".
"من جهة قانون دولي مزعوم، ومن جهة أخرى أطفال يواجهون الموت يوميًا منذ 730 يومًا..."
وأضاف ساروهان: "الله شاهد، لو كانت الأسلحة والإمكانات التي بيد الدول بيد الشعوب الحرة في العالم، لانتهى هذا الظلم منذ زمن بعيد. لو كان بيد الشعوب جزء يسير من إمكانات الدول، لما أُريق هذا الكم الهائل من دماء المظلومين، ولما قُتل الأطفال والنساء والمدنيون، والعُرسان والعَروسات الذين تلطخت أيديهم بالحناء، والرضع، والمدنيون. في غزة، نسب الشهداء، عدد الجرحى، عدد من استشهدوا جوعًا، وعدد من تم إطلاق النار عليهم أثناء محاولة إيصال المساعدات، ليست مجرد بيانات إحصائية، بل هي انقطاع كل روح عن الحياة. كم من الأرواح يجب أن تُزهق بعد حتى نقول كفى لهذا الفناء؟ كم من أم يجب أن يتمزق قلبها؟ كم من طفل ورضيع يجب أن يموت جوعًا؟ أليس قد حان الوقت لنقول للظالم: كفى؟ من جهة قانون دولي مزعوم، ومن جهة أخرى كلمات الأطفال الحكماء الذين يواجهون الموت مئات المرات كل يوم منذ 730 يومًا، ونظراتهم البريئة، لقد جمعت ضمائر الإنسانية شعوب العالم معًا".
"أسطول صمود؛ نال شرف الوقوف إلى جانب الضمير والحق والشجاعة والمظلومين"
وأكد ساروهان أن قضية غزة لم تعد مجرد قضية الفلسطينيين، بل أصبحت قضية إنسانية، وقال: "لقد أصبحت مسألة كرامة وشرف وعزة لكل البشرية. لهذا السبب، شعوب العالم التي لم تفقد إنسانيتها، على اختلاف لغاتها وأديانها وأعراقها وأيديولوجياتها، توحدت بصوت واحد ونفس واحد ضد الظلم. شعوب العالم أنشأت تحالفًا إنسانيًا كبيرًا من أجل غزة. أظهرت شعوب العالم كل أشكال الشجاعة، ضمن حدود إمكاناتها، برًا وبحرًا، لإنهاء هذا العار الإنساني وتحمل كرامة الإنسانية".
وتطرّق ساروهان أيضاً إلى «أسطول الصمود العالمي» الذي تحرّك لكسر الحصار عن غزة، فقال: "أسطول الصمود العالمي، حين أبحر من أجل غزة، حمل شرف الكرامة الإنسانية وقدم مثالاً عظيماً على الشجاعة. لم تَستطع دول العالم أن تكون شجاعةً وقويةً بمقدار الشعوب التي شاركت في هذا الأسطول. هذا الأسطول نال شرف الوقوف إلى جانب الضمير والحق والشجاعة والمظلومين. نحن لا نتوقع شيئاً من القادة الذين يملكون القوة في أيديهم ويسلمون إراداتهم للنظامِ الاحتلالي. والأمرُ الأكثرُ فَجْعًا هو موقفُ من يتحدّون النظامَ الصهيوني قَولاً ولا يفعلون شيئاً عملياً".
"عملية طوفان الأقصى قد شكّلت نقطةً فاصلةً"
وشدد على أن الغرب الذي يتظاهر بالمطالبة بالتهدئة ويضع قناع السلام، يزوّدُ في الخفاءَ الإبادةَ بسلاحٍ ومالٍ ودعمٍ سياسيٍّ، وأن كرامةَ الإنسانية باتتُ مُعلّقةً على أكتاف أطفال ونساء ورجالِ فلسطين. وبيّن أن عمليّة 7 أكتوبر 2023 التي نفّذتها حركة حماس كانت ميلاداً؛ وقال إن هذه العملية جاءت من أجل أن تحرّر أرضَ فلسطينٍ شِبراً فشِبراً، وتضع نهايةً للاحتلال الذي امتدّ 76 عاماً". وأضاف: "عملية طوفان الأقصى جعلت الاحتلال الظاهر غير المَرْئِي الذي لم يُشهد منذ مئة عام مرئياً. وكشفت الوجوه الحقيقية للجهات الدولية والدول. حماس خاضت معركة خطية ضد خطة الاحتلال الصهيوني بين الفرات والنيل. حماس أسقطت خططَ الصهاينة للغزو الإقليمي".
وتابع: "ما زلنا نواجه مشهداً لإسلامٍ يخشى فقدان مصالحه الصغيرة"
مشيراً إلى أن صمت الأمة الإسلامية على مدى عامين قد منح الصهاينة جرأة، وأن سياساتهم التوسعية ظهرت عبر اعتداءاتهم على دول المنطقة. وقال: "أثناءَ اتّساعِ حلقةِ الحصار الصهيوني في فلسطين وغزة وفي منطقتنا… ما زلنا نرى مشهداً لإسلامٍ يَراعي التوازنات ويخشى فقدانَ مصالحه الصغيرة. نحذّرُ الدولَ الإقليميةَ التي تساعد وتآويُ الكيانَ الصهيوني والولايات المتحدةَ سعياً وراء 'اتفاقات أبراهام'. اخرجوا من طورِ العاشقِ لجلادِه المحكوم عليه؛ لا تُعرضوا مستقبلكم واستقلالَكم وآخرتَكم للخطر. كونوا على يقينٍ تامٍ: إن سقطت غزة اليوم فسوف تسقطُ غداً بغدادُ وعمّانُ، ولاحقاً دمشقُ والقاهرةُ، ثم أنقرةُ وإسطنبولُ في يومٍ آخر؛ لأن المعتدي لا يعرف الكلل عن الاحتلال والدم والدموع والنهب".
وقال ساروهان: "الرجاء من الغرب لمواجهة خطوات التوسع للاحتلال الصهيوني لا يختلف عن البحث عن ماء في الصحراء. يجب التوقف عن الارتكاز إلى الغرب الشريك في جريمة الإبادة. الطرق البيروقراطية والدبلوماسية لا تثني الظالم عن ظلمه. لم يبقَ سوى خيار أخير، إما أن نعيش بعزّة ونبقى إلى جانب مقاومة غزة حتى آخر قطرة من دمائنا ونطلق حركة قوة سلام، أو أن نرضى بالذل والعبودية وننتظر اليوم الذي سيحتلّوننا فيه".
"قادة الحكومات وممثلو الحكومات والأنظمة: كفوا عن ترديد الشعارات الآن"
واستطرد ساروهان كلامه مستشهداً بآية: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"، ثم سرد مطالبهم من شعوب العالم الحرّة وزعماء الدول الحاضنات للضمير، قائلاً:
"أيها القادة الدوليون وممثلو الحكومات والأنظمة، كفّوا عن إطلاق الشعارات الآن. شعاراتكم لا توقف الظلم ولا الإبادة. ليس وقت إطلاق الشعارات والخطب، بل وقت التحرك ضد الظلم. حان وقت اتخاذ خطوات ملموسة من أجل غزة.
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
من المتوقع أن يشارك رئيس جهاز الاستخبارات التركية (MIT) إبراهيم قالن في الاجتماع الذي سيُعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
أدلى رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش بتصريح بشأن عودة 14 ناشطًا من المواطنين الأتراك الذين احتجزتهم قوات الاحتلال ضمن أسطول الصمود العالمي.
جدّد حزب الله اللبناني في الذكرى الثانية لانطلاق معركة "طوفان الأقصى"، عهده بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد، مؤكداً أنّ هذه المعركة البطولية كشفت منذ لحظتها الأولى الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني المجرم المتجرّد من أي صفة إنسانية، والمدعوم من الطاغوت الأميركي المتجبر.