أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن "العامل الذي يحدد الفارق الدقيق بين التواجد على الطاولة أو مجرد الوجود على القائمة هو قدراتكم في الدفاع الجوي والهجوم. وقد أحرزنا تقدماً كبيراً في وقت قصير رغم كل العراقيل".

شارك الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في مراسم تسليم أنظمة "القبة الفولاذية"، وافتتاح 14 منشأة تابعة لشركة ASELSAN، ووضع حجر الأساس لقاعدة "أوغولباي" التكنولوجية في مجمع ASELSAN في غولباشي، حيث ألقى كلمة أمام الحضور.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن شهر آب/ أغسطس يحمل أهمية خاصة للشعب التركي، مستذكراً انتصارات تاريخية حددت مصير الأمة مثل معركة ملاذكرت، معركة تشالدران، معركة موهاج، والمعركة الكبرى، مؤكداً أن هذه الفعاليات تأتي لتعزيز ذكرى الجنود الأبطال الذين دافعوا عن هذه الأرض.

وأوضح أردوغان أن فعاليات يوم النصر ستُتوج بالاحتفال بالنصر العظيم الذي يؤكد حضور تركيا على هذه الأراضي إلى الأبد، مضيفاً أن هذه المناسبة شهدت أيضاً ثلاثة إنجازات مهمة لدعم القوات المسلحة التركية ورفع مستوى الصناعة الدفاعية: تسليم أنظمة "القبة الحديدية"، افتتاح 14 منشأة لشركة ASELSAN، ووضع حجر الأساس لقاعدة أوغولباي التكنولوجية.

وأكد أردوغان أن هذه الخطوات تمثل مرحلة جديدة من رحلة الاستقلال والعزيمة والإرادة للشعب التركي، معبراً عن أمله في أن تساهم هذه الإنجازات في تعزيز صناعة الدفاع التركية وتقوية القوات المسلحة، وموجهاً الشكر لكل من ساهم خلال خمسين عاماً في دعم صناعة الدفاع تحت مظلة ASELSAN.

وقال أردوغان: "إن أنظمة "القبة الفولاذية" الجديدة بقيمة 460 مليون دولار، والتي تضم 47 مركبة، ستعزز الثقة لدى الحلفاء وتثير الرهبة لدى الأعداء"، مشيراً إلى أهمية تطوير قدرات الدفاع الجوي والرادارات والقدرات الإلكترونية لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.

وأشار الرئيس التركي إلى أن "الخط الفاصل بين التواجد على الطاولة أو مجرد الوجود على القائمة يتحدد بقدراتكم على الدفاع الجوي والهجوم"، مؤكداً أن النظام الدفاعي الجديد يشكل دليلاً ملموساً على التقدم الكبير الذي أحرزته تركيا رغم جميع العقبات، وأن الأنظمة الميدانية مثل نظام الدفاع الجوي طويل المدى ومركبات الدعم المرتبطة به، وأنظمة الدفاع الجوي متوسط المدى "حِصَار" ستعزز الردع على المدى المتوسط بشكل كبير.

مع القبة الفولاذية، سنكون الآن في مستوى مختلف في مجال الدفاع الجوي.

قوال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "سيعمل نظام الدفاع الجوي KORKUT ورادارات الإنذار المبكر لدينا كعين وأذن لنا في الميدان. أما أنظمة الحرب الإلكترونية السبعة PUHU واثنان من أنظمة REDET فسترتقي ببلدنا إلى مستوى أعلى في هذا المجال. أهنئ جميع من ساهم في هذه الإنجازات من أعماق قلبي. وبالطبع لن نتوقف هنا، وسنواصل تطوير المزيد من الأنظمة بقدرات جديدة وإدراجها في الجداول. ومع نظام القبة الحديدية، سنصل بالدفاع الجوي إلى مستوى مختلف".

وأشار أردوغان إلى أن شركة ASELSAN تلعب دورًا حيويًا ليس فقط في تطوير نظام القبة الحديدية، بل أيضًا في توفير برنامج قيادة وتحكم مدعوم بالذكاء الاصطناعي يتيح لجميع الأنظمة الميدانية التواصل الفوري والعمل بشكل متكامل. وأضاف أن هذا البرنامج سيمكّن مئات أنظمة الدفاع الجوي في الميدان من العمل كنظام واحد متكامل.

وأكد أردوغان أن من أهم المجالات التي يجب التركيز عليها في صناعة الدفاع هي الإنتاج المتسلسل، حيث يجب إنتاج المنتجات عالية التقنية بسرعة وكفاءة وبكميات كبيرة. ولفت إلى أن ASELSAN وغيرها من شركات الدفاع تولي أهمية كبيرة لهذا الموضوع مؤخرًا، معربًا عن ارتياحه لذلك.

وأوضح أن افتتاح 14 منشأة جديدة بقيمة 280 مليون دولار سيزيد من قدرات الإنتاج بشكل كبير، مشيرًا إلى أن هذه المنشآت تشمل مكتب تصميم أنظمة الدفاع الجوي، منشأة إنتاج وتكامل الرادارات، منشأة بحث وتطوير المواد الهندسية المتقدمة، مكتب تصميم الأنظمة البصرية الإلكترونية، منشأة أنظمة الذخائر الموجهة، مركز أبحاث وتطوير Teknopark إسطنبول، والعديد من البنى التحتية الحيوية الأخرى، موضحًا أن هذه المنشآت ستوفر حوالي 4 آلاف فرصة عمل مؤهلة وتفتح آفاق عمل جديدة للمهندسين الشباب.

وأكد أردوغان أن ASELSAN تعتبر قلب صناعة الدفاع التركية، وأن مشروع قاعدة أوغولباي التكنولوجية يعد استثمارًا هائلًا بقيمة 1.5 مليار دولار، وهو أكبر استثمار صناعي في السنوات الأخيرة وأكبر استثمار منفرد في تاريخ الجمهورية في قطاع الدفاع، كما أنه أكبر منشأة متكاملة للدفاع الجوي في أوروبا.

وأشار إلى أن قاعدة أوغولباي ستوفر 585 ألف متر مربع من المساحات المغلقة و132 ألف متر مربع من غرف نظيفة ومختبرات ومساحات إنتاج، مما يعزز قدرة ASELSAN على الإنتاج المتسلسل أكثر من الضعف ويضع تركيا في موقع قيادي عالمي، معربًا عن متابعة أعمال الانتهاء من المشروع واستهداف تشغيل المنشأة الأولى بحلول منتصف 2026.

وشدد أردوغان على أن ASELSAN ليست مجرد شركة، بل رمز لمسيرة ملحمية في ذاكرة الأمة، مستذكرًا تجربة 1974 في عملية السلام في قبرص، حيث دفع الشعب ثمناً باهظًا لعدم امتلاكه أسلحته وأنظمة اتصالاته الخاصة، مشيرًا إلى أن تأسيس ASELSAN عام 1975 كان بمثابة شرارة تحولت إلى شعلة كبيرة.

ولفت أردوغان إلى أن ASELSAN اليوم تضم 11 مركز أبحاث وتطوير وأكثر من 12,500 موظف، وتعد من أسرع شركات الدفاع نموًا في العالم، مع تلبية نحو 80% من احتياجات الجيش التركي بأنظمة محلية. وأضاف أن أنظمة الدفاع المحلية تبقي موارد كبيرة داخل تركيا، كما أنها تُتاح للحلفاء والدول الصديقة لتعزيز الفاعلية الدبلوماسية، مع الإشارة إلى أن صادرات القطاع تجاوزت 7 مليارات دولار العام الماضي، وأن الصادرات بين كانون الثاني/ يناير وتموز/ يوليو ارتفعت بنسبة 38.6% لتصل إلى 4.591 مليار دولار، متوقعًا الوصول إلى 20 مليار دولار خلال بضع سنوات مستقبلية.

وختم أردوغان بالقول: "إن تركيا يجب أن تستمر في تطوير منتجات عالية القيمة المضافة وتصديرها عالميًا لتعزيز استقلالها الاقتصادي".

"لن تكون تركيا دولة تلبي احتياجاتها فقط، بل ستكون دولة توجه العالم بتكنولوجيتها"

وأشار أردوغان إلى أن العديد من الدول الأوروبية بدأت اليوم تدرك مجددًا أهمية صناعة الدفاع، مضيفًا: "لعدة سنوات روّج البعض لمقولة 'صناعة الدفاع استثمار ميت'، أما اليوم فهم في سباق حثيث لمعرفة كيف يمكنهم اللحاق بالمنافسة. أما نحن، فبحمد الله، أكثر ارتياحًا. هل لدينا نقائص؟ نعم، لكننا نكملها بسرعة. نحن نطور أنفسنا باستمرار، كما نفعل اليوم هنا. نحن على الطريق الصحيح، في وضع جيد، وبإذن الله سنكون أفضل. نحن نثق بشعبنا، بشبابنا، بمهندسينا، ونثق بشركة ASELSAN وكل شركاتنا. ونعلم أن صناعة الدفاع لدينا ستمنحنا أيامًا أكثر سعادة وفخرًا. هذه المراسم عززت هذا الاعتقاد لدينا أكثر".

وشدّد أردوغان على وجود تطورات واعدة في تركيا وأنها ستستمر، قائلًا: "المنشآت التي افتتحناها اليوم، والأنظمة التي سلمناها، وقاعدة أوغولباي التكنولوجية التي وضعنا أساسها، بلا شك تمثل إرثًا قيّمًا لمستقبل تركيا. ما كان حلمًا قبل 50 عامًا، أصبح اليوم حقيقة بفضل مهندسينا وعمالنا وأبنائنا. وبإذن الله، خلال الـ 50 عامًا القادمة، ستكون تركيا دولة لا تلبي احتياجاتها فقط، بل توجه العالم بتكنولوجيتها".

وأكّد أردوغان أن ASELSAN ستكون واحدة من أبرز المؤسسات التي تسهم في هذا المسار، مضيفًا: "أتمنى أن تكون تسليمات القبة الحديدية، وافتتاح المنشآت، ووضع أساس قاعدة أوغولباي التكنولوجية مفيدة لبلادنا. وأشكر وزارة الدفاع الوطني، ورئاسة صناعة الدفاع، وASELSAN، وكل المؤسسات المشاركة في هذه المشاريع. كما أهنئ إدارة ASELSAN ومهندسينا وفنيينا من أعماق قلبي، وأتمنى لهم مزيدًا من النجاحات خلال الخمسين عامًا القادمة."

وأشار أردوغان إلى أنه قبل المراسم، قام بتفقد عناصر نظام الدفاع الجوي القبة الفولاذية، واستمع إلى معلومات من وزير الدفاع الوطني "يشار غولر" ورئيس هيئة صناعة الدفاع "هالوك غورغون" حول 47 مركبة تابعة للنظام، والتقط صورًا أمام عناصر القبة الحديدية، ثم قام بريّ الشتلات في حديقة ASELSAN النباتية.

وفيما بعد، وبعد ضغط أردوغان على الزر، تمّ تنفيذ مراسم وضع أساس قاعدة أوغولباي التكنولوجية، وقام أردوغان والمرافقون له بقص الشريط للمنشآت الجديدة المزمع افتتاحها. (İLKHA)