الأستاذ إركان كادجا: النسوية الزائفة والمرأة المستغلة

يحذر الأستاذ إركان كادجا من أن النسوية المزيفة والأيديولوجيات العلمانية تحوّل المرأة إلى أداة لإخضاع المجتمع للثقافة الغربية، مهددة بذلك هويته الثقافية والاجتماعية.
كتب الأستاذ إركان كادجا مقالاً جاء فيه:
رأيت مؤخرًا على الحافلات التابعة لبلدية ديار بكر الكبرى، في مركز المدينة والمناطق المحيطة، إعلانات تروّج لما يسمى "مراكز حياة المرأة" الجديدة، وبما أنني أعرف العقلية القائمة وراء هذه المبادرات، كان من السهل توقع معناها الحقيقي.
على الرغم من أن هذه الفعاليات تبدو للوهلة الأولى بريئة، وكأنها تعكس نضال المرأة من أجل الحرية والمساواة ضد المجتمع الذكوري، إلا أن ما يختبئ تحتها هو جهد لإخضاع المجتمع لأيديولوجية معينة. يحتاج الناس بعض التركيز لرؤية هذا البعد، ربما يكون مؤلمًا أن مستخدمي الحافلات لا يعرفون شيئًا عن هذه الأيديولوجية، لكن الأشد ألمًا أن هذه العقلية تجعل من المرأة مجرد أداة لأيديولوجيتها، وتحاول فرض اندماج ثقافي على الشعب رغم إرادته، وتطور سياساتها بلا حياء، بينما يظل الجمهور غافلًا.
لو أدرك الناس أن هذه الأيديولوجية لا تقوم على الإيمان بالله أو بالنبي، وأن الهدف الحقيقي هو طمس الحياء والأخلاق التي تُعلّم المرأة في المجتمع الإسلامي، لما صمتوا، العقلية القائمة تعرف ردود الفعل مسبقًا، لذا تعمل على إذابة هوية المرأة الكردية تدريجيًا في الثقافة الغربية دون أن يشعر الناس.
الذين يدّعون أن "الكرديات" مثل زوزان أو بريفان يقاومن محاولات تغيير أسمائهن إلى لاله أو شيغديم، في الواقع، يسعون إلى تشكيل هويتهن على النمط الغربي، أي نوع من الاندماج الثقافي الذي يتم ضد إرادة الشعب هو اندماج سيء وظالم. سواء كان اندماجًا عرقيًا أو ثقافيًا، فهو ظلم.
المدافعون عن الشعب الكردي ضد "الاندماج العرقي" يظهرون وكأنهم يحمون الهوية الكردية، لكن هويتهم الأساسية ليست عرقية، بل أيديولوجية متعصبة، فهم يستخدمون الدفاع عن الكرد فقط كذريعة، بينما يهدفون فعليًا إلى إخضاع الشعب الكردي للانصهار الثقافي في الثقافة الغربية. القومية الكردية أو النسوية مجرد حجج، أما الهدف الحقيقي فهو تحويل الكرد إلى نمط ثقافي غربي علماني.
إذا عرضت على هؤلاء الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الكرد إقامة كردستان، وطلبت أن تكون مبادئها إسلامية، فلن يقبلوا أبدًا. بل يفضلون أن تُدار كردستان من قوى خارجية بطريقة علمانية بدلاً من الحكم وفق الشريعة الإسلامية، أي أن العقلية المسيطرة ليست الكردية، بل الأيديولوجيا العلمانية.
السياسات التي تستغل المرأة الحديثة باستخدام النسوية والعلمانية أو الأيديولوجيات اليسارية هي واحدة من أكبر الأساليب لإهانة كرامة المرأة. هذه الأيديولوجيات لم تمنح المرأة هوية قوية جديدة، بل جعلتها موضوعًا للأيديولوجية نفسها، جسد المرأة أصبح أداة للإعلانات ولزيادة الاستهلاك والمتعة والراحة، وفي المجتمع الذي تفرضه هذه الأيديولوجيات، لا توجد امرأة قوية حقيقية سوى الخطاب عن "المرأة القوية"، بينما المرأة الضعيفة تُجبر على التخلي عن إيمانها.
هذه العقلية، التي تحصل على تمويل واسع ودعم من القوى الإمبريالية، تعمل على تقوية الهيمنة الإمبريالية. الوجه القبيح لهذه العقلية يظهر بوضوح، فهي تتدخل في أفغانستان تحت ذريعة حقوق المرأة، لكنها تتجاهل النساء في غزة تمامًا، مثال على ذلك، تصريحات الممثلة الأمريكية ميريل ستريب أمام الأمم المتحدة حول حقوق النساء في أفغانستان، والتي ساهمت في تبرير التدخل العسكري هناك، تعكس مصالح الإمبريالية القذرة.
المرأة ذات قيمة بسبب كونها امرأة، وليس لأنها تختلف عن الرجل. لكن، في منطقتنا، هناك من جعل من المرأة مجرد أداة لخدمة الإمبريالية الغربية، ويعمل على إخضاع المجتمع للانصهار الثقافي عبر استغلال المرأة. للأسف، المجتمع لا يدرك هذا الواقع، وهو ما يجعل هذه السياسات خطيرة على الهوية الثقافية والمجتمعية في آن واحد. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يكشف الأستاذ حسن ساباز كيف يشترك ترامب ونتنياهو في عالم عنصري وقاتل، حيث تتحول غزة إلى مسرح لمجازر يومية تحت صمت دولي مريب.
يؤكد الأستاذ سعد ياسين أن غزة مصنع الأبطال والقيادات وأن قادة أمثال السنوار لن ينتهوا، بل هناك 50 مقاومًا جديدًا يواصلون المسيرة.
يندد الأستاذ محمد كوكطاش بواقع الدول والقادة المسلمين وشعوبهم الذين اكتفوا بالتنديد والاحتجاج، متسائلًا: إلى أي مدى دعمت إداناتنا إخواننا في غزة؟ هل تحوّلت كلماتنا إلى فعل يحمي الأبرياء؟