أكد وزير الخارجية التركي "هاكان فيدان" أن المباحثات الجارية بشأن نشر قوة دولية في غزة تشهد تقدماً، موضحاً أن المهمة الأساسية لهذه القوة يجب أن تكون فصل قوات الاحتلال عن الفلسطينيين على خطوط التماس.

وأوضح "فيدان" خلال مشاركته في منتدى الدوحة في قطر أن النقاشات لا تزال متواصلة حول "تفويض القوة الدولية وصلاحياتها وإطار تحركها على الأرض"، مشيراً إلى أن الهدف هو ضمان فصل آمن وواضح بين السكان الفلسطينيين والقوات الصهيونية.

مساعٍ لتشكيل القوة مطلع 2026

وأفادت وكالة أسوشييتد برس، نقلاً عن مسؤول أميركي، بأن فكرة تشكيل قوة استقرار دولية في غزة قد تتحول إلى واقع خلال الأشهر الأولى من عام 2026.

ونقلت الوكالة عن مصادر عربية وغربية أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار من المتوقع أن تشهد الإعلان عن هيئة دولية تتولى إدارة غزة خلال الفترة الانتقالية.

وتشير هذه المصادر إلى أن الهيكلية المزمع تشكيلها ستضم نحو 12 ممثلاً من دول الشرق الأوسط والغرب، تتولى إدارة المرحلة الانتقالية في القطاع، وتشمل هذه المرحلة انسحاباً جزئياً للقوات الصهيونية، وانتشار القوة الدولية، وتأسيس آلية إدارة جديدة.

وبموجب الاتفاق المرتقب، ستنشأ هيئة تُعرف باسم "مجلس السلام"، على أن تتولى ـ بتفويض من الأمم المتحدة ـ مهمة إعادة إعمار غزة لمدة عامين، برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع إمكانية تمديد الفترة عند الحاجة.

كما أفاد موقع أكسيوس بأن الإدارة الأميركية تسعى للإعلان عن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار ونموذج الإدارة الجديد قبل نهاية العام، وفقاً لمسؤولين أميركيين ومصدر غربي.

عقبات تهدد الخطة

ورغم التقدم في المباحثات، تواجه الخطة تحديات كبيرة، فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير سابق أن مشروع إنشاء قوة دولية يمرّ بمرحلة "انتكاسة جدية"، مع تزايد تردد العديد من الدول في إرسال قوات.

 وأوضحت الصحيفة أن الدول المتحفّظة تخشى أن تجد قواتها نفسها مضطرة لاستخدام القوة ضد الفلسطينيين، وهو ما أدى إلى تراجع بعض التعهدات الأولية بالمشاركة.

كما عبّر بعض المسؤولين الأميركيين عن قلقهم من تعقيد الوضع الميداني في غزة، ما قد يجعل تنفيذ الخطة أمراً بالغ الصعوبة.

ومن المقرر أن تتواصل المشاورات خلال الأسابيع المقبلة بهدف التوصل إلى صيغة نهائية تضمن انتشار القوة الدولية وبدء المرحلة الانتقالية في القطاع. (İLHA)