صرّح نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار بأنه قد اشتدّت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في كردفان، وقال: "قد تخسر الدولة بعض المعارك، لكنها لم تخسر الحرب".

استمرت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشدة متصاعدة، فيما تتركز المواجهات بشكل خاص في ولايات كردفان الثلاث.

وأكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار في تصريحاته للصحفيين بمدينة بورتسودان أن الحديث عن هزيمة الدولة في الحرب غير صحيح، وتابع قائلاً: "الحروب الكبرى قد تشهد خسارة بعض المعارك، لكنها لا تعني خسارة الحرب". ودعا عقار الأطراف السياسية داخل السودان إلى التوحد في مواجهة "عدو مشترك".

ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم كلوقي

وفي جنوب كردفان، ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع الخميس الماضي في مدينة كلوقي إلى 114 قتيلاً و71 جريحاً، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون.

وقال المدير التنفيذي لبلدية كلوقي عصام الدين الننو إن عدد الوفيات ارتفع خلال اليومين الماضيين بسبب خطورة إصابات بعض الجرحى، مشيراً إلى أن استهداف المستشفى أثناء الهجوم حال دون وصول العديد من المصابين إلى الرعاية الطبية.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها: "إن قوات الدعم السريع استهدفت دار حضانة بطائرات مسيّرة بشكل مباشر، ثم هاجمت المدنيين وطواقم الإسعاف الذين حاولوا إنقاذ الجرحى"، ووصفت ما جرى بأنه "مجزرة مكتملة الأركان".

إدانات دولية واسعة

وأدان صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الهجوم بشدة، حيث قال ممثل المنظمة في السودان شيلدون يت: "إن مقتل أكثر من عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات داخل روضة أطفال يمثل انتهاكاً بالغ الخطورة لحقوق الطفل". ودعا إلى وقف فوري للقتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم، واعتبرت مفوضة إدارة الأزمات في الاتحاد "هادية لحبيب" أن ما حدث جريمة حرب واضحة، مؤكدة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور بشكل قاطع بموجب القانون الدولي.

تصاعد التوتر في جبهات أخرى

وفي جبهات أخرى، أعلن الجيش السوداني إسقاط طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع فوق مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق، مشيراً إلى أن استهداف محطة الكهرباء تسبب في انقطاعات بالتيار في المنطقة.

من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيشَ بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد بهدف عرقلة دخول المساعدات الإنسانية.

وتستمر الحرب في السودان منذ أبريل 2023، مخلفةً كوارث إنسانية واسعة، وبينما تبسط قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من ولايات دارفور الخمس، يحتفظ الجيش بوجود قوي في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى.

ويحذر خبراء من أن تمدد المعارك نحو عمق كردفان قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة وكبيرة، في وقت تجاوزت فيه حصيلة القتلى عشرات الآلاف، ووصل عدد النازحين إلى نحو 13 مليون شخص. (İLKHA)