أدانت منظمة الصحة العالمية (WHO) بشدة الهجمات التي شنّها الاحتلال على منشآتها الصحية في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الهجمات عرضت حياة العاملين لديها للخطر.

وكشفت منظمة الصحة العالمية (WHO)  في بيان رسمي صادر عنها من مقرها في جنيف أن مبنى إقامة موظفيها تعرض للقصف ثلاث مرات متتالية، ما أدى إلى اندلاع حريق وأضرار مادية جسيمة.

وعقب القصف، اقتحمت قوات الاحتلال المبنى بالقوة، وأجبرت النساء والأطفال على الخروج مشيًا تحت نيران الاشتباكات، بينما تم تقييد الرجال بمن فيهم الموظفون وسكان المبنى، وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم تحت تهديد السلاح.

وأكد المدير العام للمنظمة "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" أن الهجوم أسفر عن اعتقال اثنين من موظفي المنظمة واثنين من أقاربهم، وقد أُفرج لاحقًا عن ثلاثة منهم، في حين لا يزال أحد الموظفين قيد الاعتقال حتى الآن.

ودعا "غيبريسوس" إلى الإفراج الفوري عن الموظف المحتجز، مؤكدًا أن استهداف العاملين في المجال الصحي يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويقوّض الجهود الإنسانية في غزة.

استهداف المخازن الطبية

وأشارت المنظمة أيضًا إلى أن الاحتلال أصدر أوامر إخلاء واسعة في دير البلح، أعقبها قصف مباشر لمستودع الأدوية والمستلزمات الطبية الرئيسي التابع لها، ما أدى إلى انفجارات وحرائق كبيرة عطلت قدرة المنظمة على إيصال الدعم إلى المستشفيات وفرق الاستجابة الطارئة.

الوضع الصحي على وشك الانهيار الكامل

وأكد "غيبريسوس" أن النظام الصحي في غزة يقترب من الانهيار الكامل نتيجة نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود، مشددًا على أن وقف إطلاق النار لم يعد مجرد مطلب سياسي، بل "ضرورة إنسانية عاجلة لإنقاذ الأرواح".

كما دعا دول الأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لضمان تدفق المساعدات الصحية والإنسانية بشكل مستمر إلى قطاع غزة، وضمان حماية الطواقم الطبية والمنشآت الصحية من الهجمات.

وأشار البيان إلى أن الهجمات تتواصل على مناطق مكتظة بالنازحين، بما في ذلك منازل ومساجد، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء، فيما يفرّ السكان باتجاه مناطق مثل محيط "أبو هولي" وشرق وغرب البركة بحثًا عن مأوى آمن. (İLKHA)